يحرص كثير من المسلمين عند التفكير في اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بشؤون حياتهم الخاصة على أداء صلاة الاستخارة واللجوء إلى الله تعالى للاستعانة به عز وجل في اتخاذ القرار، وبسبب أهمية صلاة الاستخارة وبحث الكثيرين عن حكمها ووقت أدائها وما هو الدعاء الوارد فيها.. يرصد مصراوي أهم 5 فتاوى وأحكام شرعية عن صلاة الاستخارة:
(1) حكم صلاة الاستخارة وسبب أدائها وعن حكمها، أوضحت لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر العالمي أنها سُنة لما أخرجه البُخَارِيُّ عَن جَابِر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمورِ كُلِّهَا.
وحول حكمة مشروعيتها، أوضحت اللجنة في فتوى سابقة، أنها: تسليم العبد الأمر لله تعالى، واللجوء إليه سبحانه للجمع بين خيري الدنيا والآخرة.
وسببها: تكون الاستخارة في الأمور التي لا يعلم العبد الصواب فيها فيستخير الله سبحانه وتعالى؛ لييسرها له، كالزواج أو السفر أو العمل.
(2) كيفيتها وماذا تقول فيها وكيف تدرك أثرها وعن كيفيتها، هناك حالات ذكرها الفقهاء، وهي:
الحالة الأولى: وهي الأكمل والأفضل عند الفقهاء، وتكون بصلاة ركعتين بنية الاستخارة، يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: {قُل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الثانية يقرأ بعد الفاتحة: {قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثم يدعو بعد الصلاة بدعاء الاستخارة، فيبدأ بحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم-، ثم يقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ ويذكر حاجته التي يصلي الاستخارة من أجلها- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ ويذكر حاجته التي يصلي الاستخارة من أجلها- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.
الحالة الثانية: الدعاء بعد أي صلاة كانت.
الحالة الثالثة: الدعاء فقط بدون صلاة، إذا تعذر على العبد أداء صلاة الاستخارة والدعاء معًا.
وأشارت لجنة الفتاوى الالكترونية إلى أنه على المُستخير بعد ذلك ألا يتعجل نتيجة الاستخارة، ولا يُشترط أن يرى رؤيا تدل على الخير أو الشر في الأمر المُستخار من أجله، وإنما قد يظهر أثر الاستخارة في صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، أو تيسير حال، ويُفضل تكرارها حتى يحصل اطمئنان القلب.
وعليه -كذلك- أن يفوض الأمر لله تعالى، ويعلم أنه إن كان خيرًا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرًا فسوف يصرفه الله عنه؛ راضيًا بما يختاره الله تعالى له، فليس بعد استخارة الله عز وجل ندامة.
(3) حكم أداء صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة وحول حكم صلاة الاستخارة في الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة أكدت دار الإفتاء المصرية أن أداءها في تلك الأوقات جائزة.
وأوضحت لجنة الفتوى أنه يُكره إيقاع صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة، وهي خمسة أوقات لا يُصَلَّى فيها إلَّا صلاة لها سبب: بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وعند طلوعها حتى تتكامل وترتفع قدر رمح؛ وهو عشرون دقيقة بعد الشروق، وإذا استوت حتى تزول، ومقدار ذلك مدة أربع دقائق قبل أذان الظهر، وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وعند الغروب حتى يتكامل غروبها. وذلك عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية، وإن صلَّاها أحد جازت مع الكراهة، وتجوز بلا كراهة عند الحنابلة.
(4) هل يجوز أداء صلاة الاستخارة عن الغير؟ وكانت دار الإفتاء أوضحت في فتوى سابقة الرأي الشرعي في مسألة النيابة عن الغير في أداء صلاة الاستخارة؛ حيث أكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالدار أن فقهاء المالكية والشافعية أجازوا أن يصلِّي الشخص عن غيره صلاة الاستخارة، كأن تُصلِّي الأُمُّ عن ابنتها والصديق عن صديقه؛ لما في ذلك من الإعانة على فعل الخير؛ لقول النبي «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» (رواه مسلم).
(5) حكم تكرار صلاة الاستخارة، وأداؤها 7 مرات؟ أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، حكم تكرار صلاة الاستخارة، وأداؤها 7 مرات، قائلًا إنه يجوز تكرار صلاة الاستخارة، والتكرار يكون بما زاد عن مرةٍ حتى سبعِ مرَّاتٍ؛ فقد ورد جواز تكرارها سبع مرات في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا أَنَسُ، إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَاسْتَخِرْ رَبَّكَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى الَّذِي يَسْبِقُ إِلَى قَلْبِكَ، فَإِنَّ الْخَيْرَ فِيهِ».
ولفت علام، في فتوى سابقة، إلى أنه إذا زاد على ذلك فلا حرج حتى يحصل له الاطمئنان والانشراح، وبعدها يمضي إلى ما ينشرح له صدره، والتيسير علامة الإذن، ويجوز لمن تعذرت عليه الصلاة أن يكتفي بالدعاء فقط، ولا مانع من تكراره أيضًا، وبه تحصُل الاستخارة.
منذ 9 ساعات