دعا مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، إسرائيل إلى التراجع عن قرار حظر عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى الأونروا التي تقدم خدمات "حيوية" للاجئين الفلسطينيين منذ عقود.
الأونروا تمثل العمود الفقري لكل المساعدات الإنسانية في غزة وقال المجلس إن وكالة الأونروا تمثل "العمود الفقري لكل المساعدات الإنسانية في غزة"، محذرا من أن "ملايين" الأشخاص قد يتضررون بشدة إذا تم وقف عملياتها.
وأضاف المجلس في بيان صدر بالإجماع أن وكالة الأونروا تقدم "مساعدات إنسانية منقذة للحياة"، فضلا عن التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسوريا.
وأعربت الدول الـ 15 الأعضاء في مجلس الأمن ـ بما فيها الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض ـ عن "قلقها البالغ" إزاء تصويت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أول أمس الأول الاثنين في صالح حظر عمل الوكالة على الأراضي الإسرائيلية.
عدم قدرة وكالة الأونروا على مواصلة عملياتها في غزة وتابع المجلس أن من شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى عدم قدرة وكالة الأونروا على مواصلة عملياتها في غزة والضفة الغربية لأن إسرائيل تسيطر على المعابر الحدودية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش قد بعث برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، يناشده فيها السماح لوكالة أونروا بالقيام بعملها.
حظر عمل وكالة الأونروا بالأراضي الفلسطينية إلى ذلك، أكد البيت الأبيض أنهم منزعجون إزاء أي تشريع قد يفضي إلى حظر عمل وكالة الأونروا بالأراضي الفلسطينية المحتلة، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
من جهته، قال الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، إن الفلسطينيين لن يرفعوا الراية ولن يستسلموا للقرار الإسرائيلي بوقف عمل الأونروا في غزة.
وأضاف خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الأونروا مرتبطة بوجود القضية الفلسطينية ومرتبطة بوجود قضية اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين ترعاهم أونروا أكثر من 7 ملايين لاجئ ولا يمكن شطب هذه القضية بقرار إسرائيلي أيا كان ما تفعله إسرائيل أو تقرره.
وتابع أن الحقيقة أن هناك قضية وطنية فلسطينية وأحد عناوينها الرئيسة هي قضية اللاجئين ومشكلتهم والتي صدر فيها قرارات أممية وعلى رأسها القرار 194 الذي يقضي بعودة اللاجئين وتعويضهم، وهم اللاجئون الذين شردتهم إسرائيل عام 1948.
منظمة الأونروا كانت محل استهداف منذ العدوان الإسرائيلي على غزة وفي وقت سابق ،قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن قرار حظر عمل الأونروا من قبل الكنيست الإسرائيلي داخل إسرائيل والقدس المحتلة كان متوقعا في ظل السياسة العدائية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأمم المتحدة ومنظماتها.
وأضاف «أحمد»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة إكسترا نيوز، أن منظمة الأونروا كانت محل استهداف منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 8 أكتوبر من العام الماضي لعدة أسباب، أولها أن إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين قسرا، وكسر الصمود من خلال منع المساعدات الإنسانية وضرب الأونروا التي تشغل اللاجئين الفلسطينيين.
وتابع خبير العلاقات الدولية: «إسرائيل لا تريد أن تكون هناك منظمات دولية في فلسطين شاهدة على جرائم احتلال إسرائيل لأن الأونروا أحد الشواهد التي وثقت جرائم إسرائيل ضد المدنيين وسياسة التجويع القسري ومنع الغذاء والدواء، استهداف مخازن ومنشآت ومدارس الأونروا».
وواصل خبير العلاقات الدولية: «الأونروا تمثل شوكة بالنسبة لإسرائيل لأنها شاهد عيان على الجرائم التي قامت بها على مدار عام كامل».
إسرائيل تحظر عمل الأونروا بقرار من الكنيست وكان قد أعلنت جهات فلسطينية اليوم الثلاثاء إدانتها ورفضها للتشريع الإسرائيلي بحظر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وسط حراك لمواجهته.
واعتبرت الحكومة الفلسطينية في بيان لها أن التشريع الإسرائيلي بخصوص الوكالة وحظر عملها في إسرائيل الذي أقره الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي "جريمة" بحق المنظومة الدولية بأسرها.
وحذر البيان المجتمع الدولي من خطورة مخططات إسرائيل في استهداف الأونروا وتهديد عملها في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، داعيا إلى تحرك دولي عاجل لإجبار إسرائيل على التراجع عن خطواتها غير القانونية التي ستُعمّق معاناة الفلسطينيين في المخيمات ومختلف أماكن النزوح.
بدوره اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن القرار الاسرائيلي حول عمل الأونروا يتطلب موقفا عربيا ودوليا يكرس حماية ودعم دور مؤسسات وأفراد الوكالة في فلسطين.
منذ 13 ساعة