نشرت العالمة المصرية د.سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة والمتخصصة في أشعة الآثار بحثًا علميًا جديدًا في (سبتمبر ٢٠٢٤) في المجلة الدولية المعروفة بـ (التطبيق الرقمي في علم الآثار والتراث الثقافي).

رمسيس الثاني يقوم البحث على تقنية إعادة تركيب وجه الملك رمسيس الثاني تحت عنوان (استخدام الصور الرقمية المتحركة للشكل لتصور وجه الملك رمسيس الثاني من منتصف العمر إلى الشيخوخة).

وتعاونت د. سحر سليم في هذا العمل مع فريق من جامعة ليفربول البريطانية متخصص في علوم الطب الشرعي و تركيب الوجه

يعتبر رمسيس الثاني أحد أهم و أشهر ملوك مصر القديمة، حيث امتدت فترة حكمه لـ ٦٦ عاما من عام ١٢٧٩ إلى ١٢١٣ قبل الميلاد.

وبعد 3200 سنة من وفاته، ما زلنا نتحدث عنه ونتذكر أعماله، هو صاحب أول معاهدة دبلوماسية في التاريخ إلى جانب خوضه لمعركة قادش، حيث تتابع أنظار العالم حاليا المعرض المتنقل للملك رمسيس الثاني والذي يحمل قطع أثرية فريدة من بينها التابوت الخشبي للملك رمسيس الثاني، حيث بدأ المعرض في عام 2021 بزيارة عدة مدن في الولايات المتحدة ثم انتقل إلى أستراليا وهو حاليا في ألمانيا، ومن المنتظر زيارة المعرض لليابان في أوائل العام المقبل.

دراسة جديدة على وجه رمسيس وأوضحت سليم لـ"بوابة الأهرام"، أن علم الآثار يستفيد من التقدم التكنولوجي ومن العلوم المختلفة، مثل الأشعة وبرامج الكومبيوتر، وهو ما يساهم في نهاية المطاف في فهم أعمق للتاريخ و الحضارة.

ونشرت د.سحر سليم مع فريق من جامعة ليفربول تصويرين رقميين للوجه ثلاثي الأبعاد يظهران الملك رمسيس الثاني في أعمار مختلفة: أحدهما حول العمر 90 عاما عند الوفاة والآخر في عمر حوالي 45 عامًا، حيث صممت د. سحر مجسمًا ثلاثي الأبعاد لجمجمة ومومياء رمسيس الثاني باستخدام مئات المقاطع من صور فحص الأشعة المقطعية للمومياء، والتي أعطت معلومات دقيقة عن شكل و مقاييس الرأس و الوجه. بعدها قام فريق جامعة ليفربول من خلال تطبيقات الكومبيوتر بتركيب مقاسات الوجه على مجسم الجمجمة، والتي تتضمن سماكة العضلات وطبقة الدهون والجلد ثم إبراز ملامح الوجه مثل الأنف المميز للملك رمسيس الثاني.

و من خلال فحص مومياء الملك رمسيس الثاني (الموجودة حاليا في المتحف الوطني للحضارة المصرية) وكذلك من الدراسات التاريخية و الأثرية، تمكنت د. سحر سليم من إعطاء المعلومات اللازمة لإضفاء تفاصيل ملامح وجه الملك مثل لون البشرة الفاتح و الشعر المجعد بدرجة خفيفة بطول ٦سم و المعالج بنبات الحناء مما أضفى عليه حمرة اللون، و تم الإعلان عن هذه الصور في عام ٢٠٢٣.

الجديد في الدراسة أما في هذه المقالة المنشورة حديثا (عام ٢٠٢٤) أوضحت د. سحر و الفريق البريطاني تفاصيل العمل المعتمدة على تصوير الوجه باستخدام التقنيات الرقمية المتقدمة و القائمة على حركة الصور، وذلك لتمثيل وجه الملك رمسيس الثاني من عمر الـ ٤٥ عاما وعبر تقنية الانتقال نرى كيفية إعادة بناء وجه الملك وتغيره مع التقدم في العمر وصولاً لبلوغه سن الـ 90 عاما وقت وفابه.

و في هذا العمل، تم عمل صورتين للوجه ثلاثية الأبعاد للملك في أعمار مختلفة، وذلك يتيح فرصة لإظهار كيف بدأ رمسيس الثاني خلال لحظات حاسمة من حياته أثناء قيامه بالمعارك والفتوحات في شبابه ومنتصف العمر وكذلك في العمر المتقدم قرابة الـ ٩٠ عاما قبل وفاته مباشرة.

وأضافت د.سحر سليم إنه تم إعادة تركيب الوجوه الحقيقية لملوكنا بناء على المومياوات الخاصة بهم يفيد في إعادة تذكير المصريين والعالم بمدى الأهمية التي حظيت بها هذه الشخصيات، فتقديم وجههم الإنساني يمكننا من التواصل مع تاريخهم وجهًا لوجه وكأننا نراهم.

عالمة مصرية تعيد إعادة وجه رمسيس الثاني

الدكتورة سحر سليم