منذ 6 ساعات
مغامرة ليلية على قمة جبل موسى بسانت كاترين

يفضل السائحون من محبي المغامرات وتسلق الجبال القيام برحلة تسلق جبل موسى بمدينة سانت كاترين ليلًا في فصل الصيف، نظرًا للارتفاع الشديد في درجة الحرارة نهارًا. خاصة أن الرحلة تستغرق من ساعتين إلى ثلاث ساعات للوصول إلى قمة الجبل والاستمتاع بمشهد شروق الشمس، ثم هبوط الجبل لزيارة دير سانت كاترين. قال سليمان الجبالي، دليل بدوي (مرشد سياحي)، إن السائحين من عشاق تسلق الجبال ومغامرات السفاري الجبلية يفضلون بدء الرحلة في الموسم السياحي الصيفي مساءً مع بداية انكسار موجة الحر. ولا يمكن القيام بهذه الرحلات دون وجود دليل بدوي معهم، كونه أكثر دراية بدهاليز الجبال والوديان، وعلى معرفة بأماكن آبار المياه التي يمكن التخييم بجوارها. وأوضح الجبالي في تصريح لـ "الشروق" أن رحلة جبل موسى تبدأ في منتصف الليل صيفًا، حيث يصل السائحون إلى أعلى قمة الجبل مع قرب بداية الشروق. وبها يتجمع السائحون تحت سفح الجبل، وكل مجموعة لا تصعد إلى الجبل دون دليل بدوي خاص بها. ويقوم الدليل البدوي بالتأكد من وجود كشاف إنارة مع كل سائح، إضافة إلى الاتفاق على كلمة سر خاصة بالمجموعة، بحيث عندما يقوم الدليل بنطقها بصوت عالٍ، يرد السائحون عليه واحدًا واحدًا للتأكد من أن أحدًا لن يضل الطريق وأن جميعهم بخير وفي منطقة واحدة. وأكد أن الرحلة الليلية تتطلب إعدادًا وتجهيزًا مسبقًا، مثل ارتداء ملابس مريحة وثقيلة أيضًا حيث تنخفض درجات الحرارة على القمة، والأحذية الرياضية، كون الوصول إلى القمة يتطلب السير لمسافة تبلغ نحو 7 كيلومترات وصعود ما يزيد على 750 درجة سلم صخري عبارة عن كتل صخرية متعرجة ومرتفعة يصل ارتفاعها إلى 75 سنتيمتر في بعض الأحيان. وخلال رحلة الصعود يقوم الدليل بشرح تاريخ المنطقة وخطوات الرحلة للفوج السياحي، حتى الوصول لقمة الجبل التي تتيح لهم مشاهدة أروع منظر طبيعي بين قمم الجبال التي تتلون بألوان مختلفة. وأوضح أن الجميع يبدأ الطريق في منتهى النشاط والحيوية، وبعد نصف ساعة فقط من السير على الأقدام، تبدأ علامات الإرهاق، ويفضل البعض ركوب أحد الجمال التي يرافقها البدو بعد التعرض للإجهاد الشديد مقابل مبلغ زهيد، ويسير الجمل بهم حتى بداية السلالم الصخرية. تشمل رحلة صعود الجبل خمس استراحات، الأولى بعد ساعة من بداية الصعود، تتولى الاستراحات بعد ذلك تقديم المشروبات الساخنة والباردة والمأكولات، وشراء بعض التماثيل والبيض الحجري الملون. ومن يشعر بالبرد يمكنه استئجار "بطانية" والتزود بالماء. وفجأة، يجد السائحون أنفسهم بين السحب على قمة شاهقة الارتفاع، ويوجد بها كنيسة صغيرة ليصلي قسيس بالمسيحيين، ويقومون بتوزيع قطع من البسكويت على كل من يمر عليهم، وحولها تجد المسلمين يصلون الفجر ويبتهلون إلى الله. ثم يتجمع السائحون ويفترشون قمة الجبل في انتظار شروق الشمس، هنا يمكنك التقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية الرائعة، حيث ترى منظرًا بانوراميًا لجبال سيناء ووديانها. وهنا سوف يذهب كل التعب والإرهاق الذي شعرت به وتغمرك نشوة الإنجاز، فأنت على القمة. وتعد لحظة الشروق من أروع ما يكون، حيث ستشعر أنك في مواجهة الشمس تغمرك أشعتها الدافئة، تستشعر معها عظمة الخالق وقدرته. وأوضح الجبالي أنه بعد الاستمتاع بمشهد الشروق بنحو ساعة، تبدأ رحلة الهبوط التي تكون أسهل بكثير من الصعود ولا تستغرق وقتًا. ليجد السائحون أنفسهم أمام دير سانت كاترين الذي يعد من أقدم الأديرة في العالم، ويقومون بزيارته للتعرف على معالمه الأثرية التي يزخر بها.


المزيد من جريدة الشروق

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 6 ساعات