أخطرهم الباراسيتامول| «المسكنات».. تناولها بشكل عشوائي يحولها إلى قاتل صامت

أصبحت المسكنات جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، يتم الاعتماد عيها بشكل متزايد للتخفيف من الآلام اليومية، سواء كانت ناجمة عن الصداع، أو آلام الظهر، أو التهابات المفاصل. ومع تزايد الضغوط اليومية ووتيرة الحياة السريعة، يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام هذه المسكنات بشكل عشوائي ودون استشارة طبية، مما يثير تساؤلات عدة بشأن صحة هذه الممارسات وآثارها الجانبية المحتملة التى يمكن أن تؤدى إلى مشاكل صحية خطيرة وتحولها من «تسكين الألم» إلى «قاتل صامت».

الأطباء: تناولها بكثرة يؤثر في الكلى والكبد والقلب

نفت دراسة حديثة ما يعتقده الكثيرون بأن الباراسيتامول هو المادة الأكثر أمانا فى أنواع المسكنات المختلفة، وأنه لا يوجد ضرر من تناولها بشكل متكرر، وكشفت الدراسة أن الجرعات المنخفضة من الباراسيتامول، التى تعتبر عادة آمنة، يمكن أن تؤثر على صحة القلب، وقالت الباحثة فى هذه الدراسة إن الاستخدام المنتظم بجرعات آمنة، مثل 500 ميليجرام يوميًا، يغير أكثر من 20 مسارًا للإشارات داخل القلب. وأوصت الدراسة باستخدام الباراسيتامول بأقل جرعة فعالة ولأقصر مدة ممكنة، حيث يمكن للجسم عادة التخلص من السموم، لكن تناول جرعات متوسطة إلى عالية بشكل مستمر قد يكون صعبًا على الجسم، وأظهرت الأبحاث السابقة أن تناول الباراسيتامول بكميات كبيرة يمكن أن يسبب مشاكل فى صحة القلب، كما أوضحت الدراسة الحديثة أن التأثيرات تشمل إنتاج الطاقة، استخدام مضادات الأكسدة، وتكسير البروتينات التالفة، كما حذرت من أن استخدام جرعات متوسطة إلى عالية على المدى الطويل يمكن أن يسبب مشاكل فى الصحة بسبب الإجهاد التأكسدى أو تراكم السموم الناتجة عن تحلل الباراسيتا.

في هذا السياق، قال الدكتور وائل صفوت، استشاري الباطنة العامة والتوعية الصحية ورئيس مؤسسة صحة مصر، إن الإفراط فى تناول المسكنات يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، حيث إن الجسم قد يعتاد على الجرعات مع مرور الوقت، مما يقلل من فعالية الدواء فى تخفيف الألم. عندما يحدث ذلك، يبدأ الشخص فى زيادة الجرعات تدريجيًا، مما يؤدى فى النهاية إلى فقدان الدواء لفعاليته تمامًا والبحث عن أدوية ذات فعالية أكبر، مما يزيد الضغط على أعضاء الجسم المختلفة ويسبب مضاعفات صحية خطيرة.

اقرأ أيضًا | هيئة الدواء: المسكنات تسبب قرح الجهاز الهضمي

حساسية الباراسيتامول

وأشار صفوت إلى أن الإفراط فى تناول المسكنات هو سبب رئيسى للإصابة بقرحة المعدة والاثنى عشر، وكذلك ارتجاع المرىء. كما أكد أن الباراسيتامول قد يكون ضارًا بصحة القلب، خاصة إذا كان الشخص يعانى من حساسية ضد مكونات الدواء أو ما يعرف بعدم استجابة الجسم له، وقد تظهر هذه الحالة عند تناول الباراسيتامول من خلال الشعور بضيق التنفس أو النهجان، مما يشير إلى إجهاد عضلة القلب بشكل مؤقت، لذا يجب إبلاغ الطبيب فورًا إذا ظهرت هذه الأعراض. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب الباراسيتامول التهابًا معروفًا فى الكبد، حيث تظهر الأعراض فى شكل كسل أو خمول أو اصفرار فى العين، رغم أن هذه الحالات نادرة.

وأكد د. صفوت أن الابتعاد عن المسكنات ومعالجة أسباب الألم هو الأفضل، ونبه إلى ضرورة قراءة النشرة الطبية لمعرفة الجرعة المحددة لتجنب المضاعفات أو الآثار الجانبية. كما نصح باستشارة الطبيب، لأن الجرعات الآمنة تختلف من شخص لآخر.

مضاعفات شديدة

ومن جانبه، حذر الدكتور عمرو ماجد، استشارى الجهاز الهضمى والكبد والأمراض المعدية والمتوطنة، من كثرة تناول المسكنات بشكل عام لما لها من تأثيرات خطيرة على الصحة، موضحًا أن هذه الأدوية، رغم فعاليتها فى تقليل الألم بشكل مؤقت وعملها كمضادة للالتهابات، قد تكون لها تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان عند الإفراط فى تناولها، كونها ترتبط بنزيف المعدة والتهابات وتقرحات الجهاز الهضمى العلوى، إذ تُظهر الدراسات أن حوالى 50% من حالات قرح الجهاز الهضمى النازفة تكون بسبب هذه الأدوية، لأنها تتسبب فى تآكل جدار المعدة الداخلى.

كما أشار الدكتور عمرو إلى أن المسكنات ومضادات الالتهاب تسبب ارتفاع ضغط الدم وفشل عضلة القلب لدى مرضى القلب، نتيجة حبس الصوديوم فى الجسم وتقليل إخراجه، وقد أظهرت الأبحاث التى نشرتها الصحيفة الطبية البريطانية أن هذه الأدوية تزيد من خطورة الإصابة بفشل القلب بنسبة 19%، وتزداد هذه النسبة بزيادة كمية الدواء المستخدم، فضلا عن احتمالية زيادة نسبة الإصابة بالفشل الكلوى المزمن، حيث تحفز الكلى على الاحتفاظ بالصوديوم، مما يؤدى إلى انخفاض وظائف الكلى واحتباس السوائل داخل الجسم، مما يتسبب فى استسقاء بالغشاء البريتونى أو تورم فى القدمين، لذا يجب تجنب تناول هذه الأدوية تمامًا عند المرضى الذين يعانون من أمراض كلوية مزمنة.


المزيد من بوابة أخبار اليوم

منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات