ثلاثة فقط تفتحت قلوبهم للرحمة به والسهر عليه في الأشهر التي قضاها بلا حراك، ولا ذاكرة على فراش المرض هن، شقيقته بهية، وطيبة القلب هند رستم. وزميلة الكفاح نجوى سالم، بعد أن أهمله زملائه الفنانين.
البداية عندما بدأ المرض يغزو جسد القصري، وانفق كل مايملك، وكان لايكاد يغادر فراش المرض حتى يجري إلى لقمة العيش فيمثل من جديد، وبدأ نور عينيه يخبو، حيث عندما كان يقوم بتمثيل أحد ادواره في مسرحية لاسماعيل يس، واضحك الجمهور بموقف من مواقفه الرائعة، واستدر ليخرج من المسرح لكنه لم ير الباب فبدأ "يتحسس" الديكور بحثا عن الباب.
اقرأ أيضًا| صور| بعد مائة عام.. سهير زكي حققت حلم العجوز ضج الجمهور بالضحك. فقد ظنوا أن القصري يمثل موقفا آخر مضحكا ولكن الثواني مضت، والقصري يبحث عن الباب وادرك الجمهور حقيقة الموقف، خيم الصمت على المكان وماتت الضحكات على شفاه الجمهور.
وبعدها نقل القصري إلى مستشفى قصر العيني، وعاش في الظلام ٣ أشهر، ثم انتقل الى عالم الاطياف والاشباح، والصور المهتزة ٣ أشهر أخرى، وحين عاد إليه بصره اصيب بتصلب في شرايين المخ افقده ذاكرته.
ولم يعد له مصدر رزق فقد اقعده المرض، وبات يتلمس إحسان الفنانين الذين تنكروا له، وقامت هند رستم ونجوى سالم بحملة تبرعات له، لكن وطأة المرض كانت تشتد يوما بعد يوم، وعقله الضائع لايرتد إليه الا للحظات ويصيح على فراش المرض "دنياااا".
وبحسب مانشرت مجلة آخر ساعة عام ١٩٦٤، بأنه قد بخل عليه العشرات بلفتة عطف وهو مريض، وضنوا عليه بدمعة وهو محمول إلى القبر في جنازة من ٣ أفراد فقط.. والحانوتي تلميذ القصري الذي تعلم منه أصول المهنة من خلال أفلامه، ويردد أيضا "دنيااااا".
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
منذ 7 أسابيع