حمدي رزق : تلغيم «البيجر».. ماذا عن «المحمول»؟

تلغيم «البيجر».. ماذا عن «المحمول»؟!

وسارع «حزب الله» بطمأنة قواعده على نجاة الأمين العام للحزب السيد «حسن نصر الله» من فخ «البيجر» الملغم..

يقينًا، نصر الله كان يحمل نسخة من البيجر «الملغم»، شأنه شأن قيادات الحزب ومنتسبيه، حتى السفير الإيرانى فى لبنان «مجتبى أمانى» أصابه لغم البيجر، والله سلم.

حزب الله بقياداته وقواعده سقط فى شرك «البيجر» المفخخ، الموساد للأسف وجه لطمة قاسية للحزب، ننتظر ردًا بحجم البيجر، البيجر، بيجرين.. الصاع صاعين من حيث يحتسب العدو أو لا يحتسب..

والبيجر هو جهاز لاسلكى صغير كان يُستخدم بشكل شائع قبل انتشار الهواتف المحمولة لإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة أو تنبيهات.

ويعتمد عمل «البيجر» على إرسال إشارات عبر الشبكات اللاسلكية، وكانت تستخدم بشكل رئيسى فى المستشفيات، والشركات، وبين رجال الأمن، وأحيانًا قليلة بين الأفراد..

كدنا ننسى البيجر، تكنولوجيا اتصالات من زمن مضى، لكن حزب الله فاجأنا باعتماده تكنولوجيا عتيقة لتأمين اتصالاته البينية، ودفع الثمن باهظًا من منعته الأمنية التى كانت مضرب الأمثال.

.. وإلى أن يعالج الحزب انكشاف ثغراته الأمنية، نعود إلى ما هو أخطر على البشرية جمعاء، إذا كان «البيجر» تم تلغيمه واختراقه، ماذا عن الهواتف المحمولة القديمة منها والحديثة؟!

دعك من «البيجر»، هذا من المخلفات التكنولوجية، من اخترق «البيجر» قادر على اختراق الآيفون، ومن فخخ «البيجر» يفخخ النوكيا، وأبل الأخرى ليست فى مأمن من مكمن، ومن استهدف آلافًا من قواعد حزب الله فى وقت واحد، قادر على حصد ملايين الأرواح جماعة إذا كان يملك آلية الاختراق.

كلٌّ يتحسس هاتفه المحمول، أخشى يحمل عبوة ناسفة فى يده أو جوار قلبه، المحمول ليس بالضرورة مفخخًا بعبوة ناسفة، المحمول فى حد ذاته فخ، جاسوس لصيق، يعد عليك أنفاسك، ويقرأ أفكارك، ويقيس مستوى السكر فى دمك، ويمكن تفخيخه لاحقًا للخلاص منك إذا لزم الأمر!

من فخخ «البيجر» فى مصنع الشركة المنتجة آسيويًا أو عند الوكلاء المعتمدين أوروبيًا، قادر على تفخيخ المحمول حول العالم.

تفخيخ بيجر حزب الله أفزع العالم بأسره، ليست خشية على أرواح قيادات الحزب وقواعده، بل لأن قواعد اللعبة تغيرت، يمكن تفخيخ شعب بأسره بهاتف رخيص قديم الطراز، ويمكن التجسس على شعب بأسره بهاتف حديث تسبقه حملة ترويجية كاسحة.. آيفون16 فى الطريق!!

الحروب لم تعد تقليدية، وتقنيات التجسس والمعلوماتية حلّقت بعيدًا عن إمكانية السيطرة عليها، القوى الكونية تستخدم شركات كونية للسيطرة على الكرة الكونية عبر خوارزميات شديدة التعقيد تجعل من سبر أغوارها من أعمال السحر الأسود.

القائد «يحيى السنوار» فى أنفاق غزة تخارج بذكاء تكتيكى من مغبة البيجر والآيفون، يتواصل شخصيًا أو برسائل مشفرة (مكتوبة) من يد ليد، تقريبًا كمن يستخدم «الحمام الزاجل» فى القرن الـ21، هكذا البشرية تستعيد وسائلها قبل الميلاد، من أيام الحروب الصليبية الأولى..

أيضًا الحمام الزاجل يمكن تعقبه وقص ريشه، شكلنا هنرجع لـ«هدهد سليمان عليه السلام»، والهدهد من مفردات المنظومة الأمنية لحزب الله، أطلقها فى سياق طوفان الأقصى.. وأرعب بها المنظومة الأمنية لجيش الاحتلال.. ولايزال الهدهد على وعده بنقل الخبر اليقين.


المزيد من صحيفة البشاير الإلكترونية

منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة