منذ 6 أسابيع
صورة بألف كلمة.. عرابي "زعيم الفلاحين" حضر مفاوضات الجلاء رغم أنف الإنجليز

كان أحمد عرابي زعيم الفلاحين، حاضرًا في مباحثات الجلاء بين مصر وبريطانيا، حيث صمم جمال عبد الناصر على وضع صورة الزعيم المناضل في المفاوضات مع الإنجليز للرحيل من مصر، وذلك في 27 يوليو 1954م، حين تم التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية الجلاء البريطاني عن مصر.

ووقع اتفاقية الجلاء عن الجانب المصري، الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومن بريطانيا اللورد ستانسجيت بحيث يتم الجلاء على مراحل، كما تم الاتفاق عما يتبع حيال القاعدة البريطانية في القناة، وقد تمت المرحلة الأولى من الجلاء في 18 فبراير عام 1955م، والثانية في 16 يونيو 1955م، والثالثة في 25 مارس 1956م، وفى 18 يونيو 1956م، تم جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض مصر، ورُفع العلم المصري لأول مرة على مبنى البحرية البريطانية "نيفي هاوس" ببورسعيد.

رد الاعتبار للثورة العرابية قبل الجلاء، وُضعت صورة أحمد عرابي في المفاوضات الجارية، حيث أصدر مجلس قيادة الثورة في 8 نوفمبر من عام 1953م قرارًا باسترداد أموال الشعب وممتلكاته من أسرة محمد علي باشا، وكذلك أموال الثائر أحمد عرابي وضحايا الثورة العرابية الذين تمت مصادرة أموالهم في عهد الخديو توفيق، حيث لم يكتف الخديو توفيق بنفي العرابيين لجزيرة سيلان ومصادرة أملاكهم، بل وتشويه صورة الثورة العرابية التي جعل مسماها في أذهان الشعب "هوجة عرابي"، حيث تم تشويه العرابيين وتوجيه اتهامات كثيرة لهم.

وكتب أحمد عرابي في مذكراته المنشورة، أن الخديو توفيق قام بمصادرة أملاكه وأملاك رفاقه: طلبة عصمت، عبد العال حلمي، محمود سامي، علي فهمي، محمود فهمي، ويعقوب سامي، مع النفي لسيلان.

وُلد أحمد عرابى في قرية "هرية رزنة" بالشرقية، وقد تربى يتيما، فقد مات والده وهو في عمر الثامنة، وقد تكلف شقيقه الأكبر برعايته، وقد تعلم في الأزهر قبل دخوله العسكرية في عصر محمد سعيد باشا، وبلغ الرتب العسكرية لإجادته الفنون العسكرية حتى وصل لرتبة "القائمقام" في عصر سعيد وعصر الخديو إسماعيل، وكانت المناصب العسكرية قاصرة على الأتراك والجراكسة والألبان والأكراد، بينما لا يجوز للوطنيين المصريين الترقي رغم حنكتهم وخبرتهم في الفنون الحربية، إلا إن سعيد باشا قرر ترقية المصريين في العسكرية، ليصل أحمد عرابي لرتبة "الأميرالاى" في عصر توفيق "عدوه اللدود"، فيما بعد تأجج الثورة في الصعيد ضد الخديو إسماعيل

توفي الزعيم أحمد عرابي، عام ١٩١١م، حيث كان على ولده محمد بك عرابي، وهو أكبر أنجاله أن يفتح سيرة والده المجهولة للصحف التي لم تشر من بعيد أو قريب لحزن المصريين على عرابي، وسخطهم الكبير من قيام السلطة الخديوية والإنجليز، بمصادرة أملاكه حتى إنه لم تكن نفقات جنازته تكفى لاتمامها، حيث أكد محمد بك عرابي أن والده قام بتدوين مذكراته، مطالبا بالإفراج عن ممتلكات والده، التي تمت مصادرتها.

وقال محمد بك عرابي إن قبيلة والده من آل بيت رسول الله، حيث تنتمي لذرية الحسين بن على - كرم الله وجهه-، وقد قدمت القبيلة من العراق، واستوطنت مصر، وهى قبيلة يطلق عليها المحامدة، وقبر جدها الكبير صالح الأبلاسى الذي قدم للعراق موجود في مصر.

بدوره يقول الباحث التاريخي أحمد الجارد لـ"بوابة الأهرام"، إن عرابي ورفاقه فوجئوا بقيام الخديو توفيق بالاستيلاء على ممتلكاتهم دون أي سند قانوني، وذلك في 14 ديسمبر من عام 1882م، بعد هزيمة الثورة العرابية واحتلال الإنجليز لمصر بمساعدة الخديو توفيق ذاته، مؤكدا أن الاضطهاد والعذاب طال حتى المصريين الرافضين لاحتلال مصر، كما طال أحمد عرابي زعيم العرابيين حتى حين تم العفو عنه ورجع من المنفى.

استرداد أموال الشعب وأضاف أن الوثيقة أكدت في بنودها الآتي: "قرر مجلس قيادة الثورة بتاريخ 8 نوفمبر سنة 1953م استرداد أموال الشعب وممتلكاته من أسرة محمد علي، وذلك بمصادرة أموال وممتلكات هذه الأسرة، وكذلك الأموال والممتلكات التي آلت عنهم إلى غيرهم عن طريق الوراثة أو المصاهرة أو القرابة".

أما "بخصوص معاشات المستحقين فقد قرر مجلس قيادة الثورة تكوين لجنة خاصة لتقدير معاشات مناسبة لكل من يستحق معاشًا منهم، وكذلك قرر تعيين لجنة للنظر في أموال أحمد عرابي وغيره من ضحايا الثورة العرابية ممن صودرت أموالهم بسبب الثورة وردها إلى ورثتهم".

صورة عرابي في مفاوضات الجلاء وأوضح الجارد أن المعاناة التي عاناها العرابيون وأسرهم من مصادرة أملاكهم ومعاناتهم الفقر وشظف العيش امتدت لسنوات طويلة حتى وفاة أحمد عرابي في عام 1911م بعد مجيئه من سيلان بسنوات، لافتًا إلى أن الذين تولوا حكم مصر من حكام الأسرة العلوية لم يسمحوا للعرابيين بأخذ حقهم الشرعي والقانوني رغم تقديم مئات من الشكاوى لملوك الأسرة العلوية بمصر حتى قامت ثورة يوليو في 23 يوليو فأصدرت قرارها الذي وقع عليه "صاغ أركان حرب كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة"، بعدها كانت صورة عرابي زعيم الفلاحين حاضرة فى اتفاقية الجلاء وخروج الاحتلال من مصر

صورة أحمد عرابي أثناء مفاوضات جمال عبد الناصر مع الإنجليز


المزيد من بوابة الأهرام

منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات