قضية التيكتوكرز: الادّعاء على ١٣ موقوفاً بينهم ٣ قصّر و٣ غيابياً

تعاون بعض القصّر مع التحقيق أسهم في فضح أفراد هذه الشبكة

"النهار"- كلوديت سركيس

قُضي الأمر في ملفّ شغل الرأي العام والدخيل في مضمونه على المجتمع اللبناني لدرجة خطفه الأنظار عن سائر الأزمات التي تعجّ بها البلاد. فقد ادّعى المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان طانيوس السغبيني على ١٣ شخصاً بعد اطلاعه على محاضر التحقيق الأولي الذي أجراه مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية والأدلة المَسوقة في طيّاته، في شبكة إجرامية أقدمت على استدراج قصّر الى شاليهات ومنازل والاعتداء عليهم جنسياً من طريق دسّ مواد مخدّرة.

وتمخضت عن هذه الأفعال جرائم أخرى أظهرها التحقيق الأولي تضمّنها الادعاء العام وهي الاتجار بالبشر وتبييض أموال وسلب أجهزة خلوية وإلكترونية. والمدعى عليهم الـ12 بينهم تسعة موقوفين في عدادهم ثلاثة قصّر، لبناني وسوري وتركي، وصاحب محل حلاقة جورج.م وصاحب وبائع ملبوسات معروف بـ"آبو".

أما الثلاثة الباقون فقد ادّعى عليهم القاضي غيابياً وهم بول.م المعروف بـ"جاي" الموجود في السويد، ومساعده الرئيسي بيتر.ن المعروف بـ"ستيف" الموجود أيضاً خارج لبنان ويشتبه في أن يكون في إحدى الدول العربية ويشكلان المصدر الأساسي لتحرك أفراد الشبكة مادّياً، والثالث قاصر تركي موجود في بلاده. وأحال المحامي العام الاستئنافي في الجبل الموقوفين التسعة على قاضي التحقيق الأول في الجبل نقولا منصور لاستجوابهم طالباً إصدار مذكرات التوقيف التي يقتضيها التحقيق، ومذكرات توقيف غيابية بحق الثلاثة الموجودين خارج لبنان وإحالتها على الإنتربول الدولي لتعميمها بعدما طلب القاضي السغبيني من الانتربول الدولي مساعدة قضائية كان قد أرسلها وفي عدادها تعميم مذكرات التوقيف الغيابية دولياً ولا سيما أن اثنين منهم لبنانيان. واعتبر الادعاء أن الراشدين الموقوفين والملاحقين غيابياً من الفاعلين الأساسيين في الشبكة فيما ادّعى على القصّر الثلاثة بجرم التدخل بجرائم.

وفي المعلومات إن القاضي السغبيني تسلم بعد ظهر أمس من مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية محاضر التحقيق الأولي مع الأربعة موقوفين الباقين لديه المصوّر يحيى خ، وسائق سيّارة أجرة سارشي المعروف بـ"كوكو" كان يقلّ قصّراً مستدرجين الى أفراد في الشبكة وطبيب الأسنان حسين ع. وادعى عليهم وأحيلوا على القاضي منصور. وفي المعلومات أيضاً إن التحقيق أظهر في هذا الملف تعاطي ثلاثة أشخاص مخدرات، فضلاً عن رابع تبيّن من صورة له وجود مخدّرات للتعاطي، أحالهم المحامي العام الاستئنافي في الجبل على مكتب مكافحة المخدرات في محضر على حدة.

ولفت الادعاء على القسم الأكبر من الراشدين بجرم تبييض الأموال عبر بيع الأفلام المصوّرة للاعتداءات التي طاولت قصّراً. وهذا النوع من الأفلام له سوقه في عالم الـDeep net ويباع بعشرات آلاف الدولارات. وتقول مصادر معنيّة بهذا التحقيق "إن المدعى عليهم الراشدين في الغالب مشتركون في عملية بيع الأفلام المصوّرة وفي مصادر أموال غير مشروعة".

وينقل أحد القصّر أن ستيف حاول استدراجه بحسب ما ذكره خلال مقابلة في برنامج للإعلامي الاستقصائي فراس حاطوم، وأن "هذه الأفلام تباع بـ٢٠٠ ألف دولار و٥٠٠ ألف دولار". أما الوسيلة الثانية لتبييض الأموال فكانت تتم بالعملة الرقمية. وقانوناً تُعدّ كل أموال غير مشروعة تبييضاً للأموال.

وتبقى محطة تعاون بعض القصّر مع التحقيق، ما أسهم في فضح أفراد هذه الشبكة، وفق هذه المصادر التي قدّرت أن عدد الضحايا ١٥ قاصراً تقريباً.

وثمة ضحايا قصّر، بحسب المعطيات، آثروا التوجّه نحو جمعيات متخصّصة وقضاة الأحداث.

ويبقى عالقاً لدى مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية محضر طلب القاضي السغبيني فتحه على حدة للتحقيق مع المحامي خ.م كان قد طلب الإذن من نقابة المحامين في الشمال لملاحقته على أن يبت خلال الأيام القليلة المقبلة، وكذلك محضر آخر على حدة للتحقيق مع حسين س. بعدما طلب من الأمن العام بيان إن كان غادر لبنان أم هو فيه. كما أصدر إشارتين بإحضارهما.