منذ أسبوع
مقال أحمد صالح حلبي : مستشفى النور متى يرى النور؟

لا يمكن أن ننكر الدور الذي يقوم به تجمع مكة المكرمة الصحي من خلال إشرافه على نحو خمسة عشر مستشفى ومئة وثمانية عشر مركزا صحيا لتوفير خدمات صحية وعلاجية للمواطنين والمقيمين والزوار، ومن بينها مستشفى النور التخصصي الذي أنشئ عام 1403هـ كواحد من المستشفيات التي يتولى التجمع الإشراف عليها، وتقوم بمهام وخدمات متعددة، فإضافة لدورها في تقديم الخدمات للمرضى بالعيادات الخارجية والأقسام الداخلية والتنويم، فإن دورها في خدمات الحجاج والمعتمرين يذكر ويشكر، سواء كان في استقبال الحالات الطارئة والإسعافية من مقار سكن الحجاج أو الحرم المكي الشريف، وتقديرا لسنها الذي تجاوز الأربعين عاما، وخدماتها التي قدمت لمئات الآلاف من المراجعين على مدى السنين فإنها بحاجة لفترة راحة حتى وإن كانت قليلة الأيام لتستعيد قواها قبل موسم الحج القادم، خاصة بعد أن أخذت بعض الصور السلبية تبدو أمام المراجعين بشكل مؤلم، ومن أبرزها الحواجز الحديدية والبلاستيكية المتهالكة، والسلاسل الموضوعة التي توحي للزائر أنه داخل حي عشوائي وليس بفناء مستشفى تخصصي، وهي صور مليئة بالتشوه البصري الذي قد لا يشاهده في الشوارع والطرقات الخارجية والأحياء العشوائية.

وما يحتاجه المستشفى خلال الفترة القادمة ليس إعداد خطة وبرنامج خاص لموسم الحج القادم إسوة بأمثاله من المستشفيات الأخرى، بل العمل على معالجة العشوائيات التي تعكس صورة سلبية عن المستشفى وخدماته أمام الزائر.

وإن كان المثل يقول «الكتاب باين من عنوانه»، فعلينا أن ندرك أنه «لا يمكن الحكم على الكتاب من غلافه»، فالصور السلبية التي نراها بفناء المستشفى ليست مقياسا للحكم على خدماته الداخلية المقدمة من كوادر طبية وتمريضية مميزة، وتقديمهم للخدمات يحتاج لدعم معنوي جيد، وقبل هذا وذاك إزالة الصور السلبية.

أما خارج السور فإن الحاجة تستدعي التنسيق الجيد مع أمانة العاصمة المقدسة، وإدارة مرور العاصمة المقدسة، لإيجاد حلول لمعاناة المرضى والمراجعين مع مواقف السيارات، فإن كانت مواقف السيارات بمقابل مالي، فلا بد أن تكون هناك فترة سماح لأصحابها الذين يؤدي ازدحام المراجعين بالعيادات لتأخرهم عن الموعد المحدد للوقوف فيفاجؤون بسحب أو كلبشة سياراتهم لتجاوزهم الفترة المحددة التي عادة لا تتجاوز النصف ساعة، فتزداد معاناة المريض الصحية ويدخل في معاناة نفسية يصعب علاجها.

والأمل هو أن يضئ مستشفى النور الطريق أمام الجميع، ويزرع لديهم طاقة إيجابية تدفعهم إلى الأمام وتخرجهم من نفق المرض ومعاناته لتكون نظرتهم للحياة أكثر إشراقا.

وإن كان التفاؤل هو النور الذي يضيء الطريق مهما اشتد الظلام، فإن أملنا في تجمع مكة المكرمة الصحي يحمل الكثير من التفاؤل لنرى النور مشرقا من أرجاء مستشفى النور.


المزيد من صحيفة مكة

منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات