منذ أسبوع
مقال موسى الحريصي : التنمية بين جفاء القيادة والتأثير

رحلة البحث عن الذات وتنمية رأس المال البشري هو مصطلح يتم تداوله بكثرة في عصرنا الحالي مستمدا عطاءه من خبراء التنمية البشرية.

فقد أصبح مجالا متداولا في الوسائل الإعلامية كمحتوى معرفي يحث على الإيجابية والسعي لتحقيق رؤى وأهداف بشرية وتنظيمية سواء على مستوى الأفراد والمنظمات.

الدافع الذي قادني للكتابة عن هذا الموضوع هو ما تم ملاحظته في المجتمعات الوظيفية وصناعة المحتوى الإعلامي لمحاولة تجارب غير موفقة في بعض الأحيان بحثا عن الذات دون مراعاة الفريق وتحقيق أهم مبادئ تنمية واستدامة رأس المال البشري.

ونحن كمجتمع سعودي متنوع في الثقافات والتجارب والشهادات العلمية، قد يحول بيننا وبين ذلك الافتقار للخبرة والمهارة والتمكين على مستوى الفرد والمنظمة.

الذي بدوره ينعكس سلبا على تكامل القيادة والتأثير سواء على المستوى الوظيفي المهني أو صنع المحتوى الإعلامي الجيد، على سبيل المثال لا الحصر هناك شواهد معينة في بيئات الأعمال تفتقر لتهيئة وتدريب وتوعية موظفيها بأهمية أن تصبح قائدا مهنيا تلقي بجميع ادواتك القيادية لتحقيق المنافسة وصنع الأثر الملموس.

معاناتنا اليوم هي هشاشة في قياس أثر القيادة على التنمية بالإضافة الى ضعف صناعة المحتوى الإعلامي الذي قسم ظهر الذائقة والمتلقي. ولنا في بعض المشاهير في السوشيال ميديا والمؤثرين قدوة ليس فيها حسنة تذكر، فقد أصبح المشهور والمؤثر على ذائقة المجتمع شخص مجتهد لكنه مفلس ثقافة وفكرا ومضمونا. ليس من حقي أو من حق غيري مصادرة حريات الآخرين في طرح ما يريد، ولكن ما نعيشه اليوم هي حالة من الصداع بحثا عن المال والثراء والترف دون مراعاة أي قيمة لذائقة المتلقي.

يقودني الحديث عن هذه الظاهرة حينما يتحول المشهد الثقافي والإعلامي الى حالة من الانحراف والانفلات عن مسار التنمية المتزنة المتماشية مع مبدأ لا ضرر ولا ضرار. في زمن حرية الطرح والظهور الإعلامي الذي يرتدي ثوبه الرأسمالي ظهر دعاة من الخبراء والأخصائيين والمحامين والمستشارين كل يدعي وصلا بليلى، يبثون سمومهم عبر شبكات التواصل والبرامج بشكل لا يتوافق مع مهنية المحتوى الجيد.

هذه الثورة الإعلامية ألقت ما فيها وتخلت عن صحة الأسرة والجيل الصاعد.

فهي حالة تحريض على القيم والمبادئ المجتمعية التي تبدأ من الأسرة في طريقها الى منصة القانون ناهيك عن المستشار الذي يعرض نفسه لساعات يومية دون جدوى وليس الطبيب والاخصائي النفسي عنهم ببعيد حينما يتوجه بطرحه عن العلاقات وتحليل الشخصية المناسبة للحياة الوظيفية والزوجية عبر وسائل التواصل دون موثوقية ومصداقية، ماذا أبقيتم للعالم المؤهل وللعيادات المرخصة والمستشفيات والجامعات والمدارس وللأب والأم والجهات الحكومية المتخصصة.

حالة من الضعف والسطحية يعاني منها المتلقي بشكل لا يتوافق مع الرؤية الطموحة ولا يصنع استقرارا لجيل جاهز لمواجهة تحديات سوق العمل والمنافسة.

من وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن كلما يدور اليوم هو بلا شك بسبب غياب دور المؤسسة في تنمية رأس المال البشري الذي يسعى جاهدا لسد الفجوة بين القيادة التأثير.


المزيد من صحيفة مكة

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات