منذ 56 أسبوع
أئمة الإسلام (3).. أبو حنيفة النعمان.. تاجر حرير ذاع صيته في طلب العلم والفقه

لا يزال الإمام أبو حنيفة النعمان حيا بيننا إلى اليوم، في فقهه وعلمه ومؤلفاته، إلى جانب مذهبه في الفقه وإنتاجه الفكري، لكنه عند أهل عصره كان مثيرا للجدل ونابضا بالفكر، تلقى العلم على أواخر من عاش من الصحابة والتابعين ولا زالت اجتهاداته يرجع إليها في كل مسألة

وفي ذات السياق، تعرض "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقاتها اليومية من سلسلة "أئمة الإسلام"، لتأخذكم معها في رحلة نتعرف فيها علي بعض الشخصيات التاريخية الإسلامية التي سطرت أسمها بحروف من نور

في السطور التالية نرصد أبرز المحطات في حياة الإمام أبو حنيفة النعمان

البداية

يروي الإمام الذهبي في مصنفه "سير أعلام النبلاء" مولد ونسب الإمام أبي جنيفة أن "أبو حنيفة وُلِدَ عام 80 هـ، واسمه النعمانُ بن ثابت بن زوطيّ التيمي، نسبة إلى بني تيم الله بن ثعلبة، الذي كانت عائلته ذات الأصول الفارسية -على أشهر الروايات التاريخية- من مواليهم. وذكرت بعض المصادر أن جده لأبيه كان من سكان مدينة كابول عاصمة أفغانستان الحالية، أُسِر أثناء فتحها، ثم نال حريته، ووُلِد أبوه (ثابت) مسلمًا، وقيل إنه كان من أنصار الإمام علي بن أبي طالب، وقد ذكرَ هذا أحد أحفاد الإمام أبي حنيفة

كان تاجرًا ناجحًا في بيع الحرير، حتى كان يُلقَّب أحيانًا بالخزَّاز -نسبة إلى الخز وهو الحرير- ثم ذاع صيته في طلب العلم وفي الفقه، حتى نقلت بعض المصادر التاريخية أنه قد أخذ العلم عما يقارب 4 آلاف شيخٍ وإمام من جيل التابعين، من أبرزهم شيخه الأكبر حمَّاد بن أبي سليمان، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، وابن مسروق، وابن شهاب الزُّهري.. إلخ. وقد وصفه ابن كثير الدمشقي في موسوعته (البداية والنهاية) بأنه "فقيه العراق، وأحد أبرز علماء وأعلام الإسلام"

نشأة مدرسة الرأي

وقت أن كان الفقهاء يميلون لما تواتر على ألسنة الصحابة في فهم وتفسير ما استشكل فهمه من أحكام القرآن، كان أبو حنيفة سابقا لمن عاصروه ويؤسس مدرسة الرأي في الفتوى والفقه والتي ترتكز على الاجتهاد المبني على ثوابت الشريعة الإسلامية والتحفظ النسبي على استخدام الأحاديث النبوية والتي لا تتفق مع صحيح القرآن

تعرضه للانتقاد

ولم يكن أبي حنيفة بمنأى عن سهام الانتقاد لمن عاصروه ومن جاءوا بعده، وكان متواضعا يعرف عن التواضع في أخذ العلم ممن هم أصغر منه لكن النقد كان أشد من المدح والمادحين على كثرتهم، أورد منها الخطيب البغدادي في كتابه «تاريخ بغداد»، وقد تنوعت بين التلميح إلى ضعفه في علوم الحديث النبوي إلى بعض آرائه وفتاواه، واتهامه بضعف الحجة والاستهانة بمقام الحديث النبوي، وحتى تجرؤوا عليه ورموه بالضلال والكفر

مواقفه

لم يكن أبو حنيفة ممن يعرف عنهم تملق الولاة والسلاطين حتى أنه كان يستفتى في المسائل، فيقول رأيه مهما كان موقف السلطان أو الوالي منه فكان مما أثر عنه حبه للخليفة عثمان بن عفان في الكوفة التي كان معظم من فيها آنذاك شيعة يقدحون في عثمان وفترة حكمه

آخر محطات حياته

كان مما ابتلي به الإمام في أواخر حياته، أن أراد الخليفة العباسي أن يوليه القضاء طوعا أو كرها لاسيما وأن موقف أبي حنيفة منه لم يكون مرضيا للخليفة آنذاك، فقرر له طوعا أو كرها أن يكون ضمن رجال دولته المحسوبين عليه، لكنه رفض ذلك بعد أن قام الخليفة بنقله إلى جواره في بغداد

دارت مناقشات عدة بينهما، لكنها انتهت إلى رفض أبي حنيفة تولي القضاء قام على إثرها الخليفة أبو جعفر بسجن الإمام لكنه أطلق سراحه بعدما أمضى أسابيع مريرة في سجنه، خرج بعدها ممنوعا من الفتوى ودروس العلم ثم أقغده المرض، وبعض الروايات التاريخية تسير إلى أنه مات في السجن


المزيد من جريدة الشروق

منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات