منذ 120 أسبوع
الرقة استمرار حبس تركيا لمياه نهر الفرات قد يؤدي لخروج نسبة كبيرة من أراضي زراعية عن خط الإنتاج. #نورث_برس

الرقة نورث برس

يتوقع همام الموسى (39 عاماً)، وهو مزارع من قرية مزرعة بدر، 14 كم شرقي الرقة، شمالي سوريا، تكبد خسارة في إنتاج أرضه المزروعة بالقمح وأصناف من الخضراوات لعدم اكتفاء محصوله بالري، بسبب قلة المياه في القناة الرئيسية الواقعة قرب أرضه

يمتلك المزارع ما يقارب خمسة وثمانين دونماً من الأرض الزراعية المروية، تقع بالقرب من قناة الري الرئيسية المارة بجانب أرضه، ولكن عدم ريها بالشكل المطلوب أثر سلباً على نمو القمح وتكوين سنابله، بالإضافة لتضرر قسم من الخضراوات

وفي أرياف الرقة عامة وريفها الشرقي خاصة، يشتكي مزارعون من قلة مياه الري في القنوات الرئيسية وجفاف في الآبار الارتوازية، ما عرض محاصيل زراعية للتلف والتضرر

ويتخوف الموسى أن لا تسد قيمة الإنتاج، التكلفة المادية التي أنفقها على الزراعة

وترجع لجنة الزراعة قلة المياه في القنوات الرئيسة إلى انخفاض مستوى منسوب مياه نهر الفرات، حيث أدى تراجع الوارد المائي إلى انخفاض منسوب المياه في السدود

وباتت فترات الري الواردة إلى القنوات الرئيسية المغذية للأراضي متقطعة، نتيجة تراجع نسبة المياه التي انعكست أيضاً على جفاف آبار ارتوازية تساعد في ري بعض الأراضي، بحسب ذات المصدر

ومنذ شباط/ فبراير عام ٢٠٢٠، تواصل تركيا حبس تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية والعراقية، وسط تحذيرات إقليمية وعالمية من حدوث كارثة صحية وزراعية في المنطقة

توقعات بإنتاج قليل

ووفقاً لتوقعات مزارعين فإن الدونم الواحد سينتج 220 كيلوغراماً من القمح في أفضل الأحوال هذا العام كما الذي سبقه، في حين كان من الممكن أن ينتج 450 كيلوغرام في حال تم سقاية المحصول بالشكل الكافي

ويرى هؤلاء أنه في ظل قلة الهطولات المطرية التي تشهدها المنطقة منذ عامين، كان من المفروض زيادة عدد مرات السقاية للأراض الزراعية، لكن شح الفرات وعدم توفر مياه كافية للري، حال دون ذلك

وبحسب اتفاقية عام 1987 الموقعة بين دمشق وأنقرة والمتعلقة بنهر الفرات، تبلغ حصة سوريا من المياه القادمة من تركيا 500 متر مكعب من المياه في الثانية أي ما يعادل 2500 برميل

بينما يقتصر الوارد المائي في نهر الفرات، الآن، على أقل من 200 متر مكعب، بحسب الإدارة العامة لسدود شمال شرقي سوريا

ويشير عيسى حمادين، نائب رئيس لجنة الزراعة في الرقة إلى أنه منذ بدء تركيا بحبس المياه تراجعت نسبة إنتاج المحاصيل الزراعية في المواسم السابقة بشكل كبير، في ظل الجفاف الذي يضرب المنطقة منذ عامين

ويحذر حمادين من استمرار حبس مياه النهر الذي قد يؤدي لخروج نسبة كبيرة من أراضٍ زراعية عن خط الإنتاج

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الرقة نحو 400 ألف هكتار، تروى ١٠٠ ألف منها بالآبار الارتوازية، بينما تبلغ المساحات المروية من قنوات الري والأنهار نحو 300 ألف هكتار، بحسب لجنة الزراعة

خروج آبار عن الخدمة

وفي قرية حمرة ناصر، 18 كيلو متر شرقي الرقة،ومنذ ما يقارب العام، حفريوسف العليوي (44 عاماً) بئراً ارتوازياً بجانب أرضه، في محاولة منه للحفاظ على مستوى إنتاج محصول القمح

ولكن المياه في البئر بدأت بالانخفاض هذا العام، بالتزامن مع انخفاض منسوب مياه الفرات وحبس مجراه

ويمتلك العليوي أرضاً زراعية بما يقارب أربعين دونماً، مزروعة بمواسم مختلفة مثل القمح والقطن، بالإضافة لامتلاكه نحو اثنا عشر دونماً من الأرض المزروعة بأشجار الزيتون والفاكهة الصيفية المنتجة

وأثر انخفاض منسوب مياه النهر والجفاف على الآبار الجوفية في القرى والمساحات الزراعية في محيط النهر، حيث اضطر البعض إلى زيادة طول الأنابيب في البئر من أجل استخراج المياه، فيما توقفت بعض الآبار نهائياً عن العمل

ويصل عمق البئر المتواجد لدى المزارع نحو أربعين متراً، حيث يعتمد في تخزين المياه على مجاري الينابيع الأرضية التي تتشكل من مياه الأمطار وإضافة لمياه الأراضي الزراعية التي تفيض من ري أراضٍ في جهة أخرى يكون مصدرها نهر الفرات

وبعد انخفاض منسوب مياه البئر، اضطر العليوي للتقليل من استخدام المياه إلى نصف الكميات التي كان يستخدمها سابقاً، حيث بات يشغل بئره لمدة أربع ساعات يومياً وبغزارة تصل إلى إنشين فقط لري القمح، وبعضاً من الأشجار المثمرة

إعداد: عمار حيدر تحرير: زانا العلي


المزيد من نورث برس عربي

منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات