هناك العديد من الأسباب التي تدفع السيدة للبحث عن طريقة لتجفيف حليب الثدي، مثلا بعد فطام الطفل أو بعد فقدانه، أو قد تختار بعض السيدات عدم الإرضاع طبيعيا لسبب أو لآخر.. وبغض النظر عن السبب، قد تستغرق عملية تجفيف الحليب من أيام إلى أسابيع، وتختلف من شخص لآخر. ويعتمد طول المدة التي يستغرقها الجسم لتجفيف الحليب على المدة التي يستغرقها في إنتاجه. بمعنى، كلما طالت فترة الرضاعة، استغرق تجفيف الحليب وقتًا أطول. وقد أبلغت بعض الأمهات عن قدرتهن على شفط كميات صغيرة من حليب الثدي بعد فترة طويلة من توقف طفلهن عن الرضاعة
إنتاج حليب الثدي
تبدأ الحامل بتكوين حليب الثدي أثناء الحمل. وبعد ولادة طفلك، يزداد إنتاجه، وبحلول اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة، سيزداد إفراز الحليب وستبدأين بالشعور بذلك. لكن، إذا لم تقوم السيدة بشفط الحليب أو الرضاعة، فسيتوقف جسمها في النهاية عن إنتاج الحليب، لكن هذا التوقف لن يحدث على الفور
تجفيف حليب الثدي
بغض النظر عن السبب الذي يدفع السيدة لعدم الإرضاع طبيعيا، فهناك أكثر من خيار لتجفيف حليب الثدي، وقد تقرر بعض السيدات اللجوء للأدوية، بينما تفضل أخريات الطرق الطبيعية. وتفضل بكل الأحوال استشارة الطبيبة التي ستقدم أفضل طريقة مناسبة حسب حالتكِ الصحية
أولاً: الأدوية مثل:
1. حبوب منع الحمل المركبة
التي يجب وصفها عن طريق الطبيبة التي ستقيّم المخاطر والفوائد المحتملة من تناولها، فهناك بعض السيدات اللواتي يجب عليهن عدم تناول أي وسائل هرمونية. وعلى عكس الحبة الصغيرة المعتمدة للأمهات المرضعات وتحتوي فقط على البروجستين، تحتوي الحبوب المركبة على الإستروجين والبروجستين. وهرمون الإستروجين هو الذي يمنع إنتاج الحليب. أيضا، ضعي في اعتبارك أن هذا الدواء من وسائل منع الحمل التي ستمنع الحمل، إذا كانت لديك خطط للحمل مرة أخرى قريبًا
2. مزيلات الاحتقان
فئة أخرى من الأدوية التي يُنصح بها أحيانًا للمساعدة في تقليل إدرار حليب الثدي هي مزيلات الاحتقان. تُستخدم هذه الأدوية عادةً عندما يُصاب شخص ما بنزلة برد، ولكن من الآثار الجانبية المحتملة لها هي انخفاض إنتاج حليب الثدي. على سبيل المثال، يعالج السودوإيفيدرين seudoephedrine ، الذي يُباع عادةً تحت الاسم التجاري Sudafed، أعراض البرد، لأنه يقلل الإفرازات، بما في ذلك حليب الثدي
وفي إحدى الدراسات، أدت جرعة 60 ملليغراماً من السودوإيفيدرين إلى خفض مخزون الحليب بنسبة 24%. وقد يستخدم السودوإيفيدرين أحيانًا خارج التسمية وحتى بشكل غير قانوني. وحتى عند استخدامه بشكل صحيح، يمكن أن تكون له آثار جانبية خطيرة. لذلك، تجب استشارة الطبيب قبل تجربة مزيلات الاحتقان للمساعدة في تجفيف مخزون الحليب. وفي الماضي، كانت بعض الأدوية تُعطى أحيانًا للأمهات لتجفيف حليب الثدي، لكن هذه الممارسة لم تعد مستخدمة بعد. ولم تعد تُعطى الأدوية لأن العديد منها لم يكن غير فعال فحسب، بل كانت له آثار جانبية سلبية خطيرة
ثانياً: خيارات طبيعية
إذا كنت تبحثين عن طريقة طبيعية لتجفيف الحليب، فهناك العديد من الأعشاب التي استخدمتها الثقافات المختلفة لعدة قرون. لكن، تجب معرفة أن الأعشاب يمكن أن تعمل مثل الأدوية، ما يعني أن لها مخاطر وآثاراً جانبية. ومن المهم التحدث إلى الطبيب قبل تجربة أي مكمل أو علاج عشبي. وغالبًا ما يُنصح باستخدام المريمية والنعناع للمساعدة في تقليل إنتاج حليب الأم. ويمكن العثور على المريمية في متاجر الأطعمة الصحية في شكل صبغة أو حبوب أو شاي. وغالبًا ما يوصي المعالجون بالأعشاب بشرب عدة أكواب من شاي الأعشاب على مدار اليوم للمساعدة في تجفيف حليب الثدي. حتى إن الشركات ابتكرت خلطات شاي خصيصًا لهذا الغرض، مثل No More Milk Tea
ما هو الفطام المؤقت؟
قد تكونين بحاجة لفطام طفلكِ بصورة مؤقتة، على سبيل المثال، عندما تحتاجين للخضوع لإجراء طبي يتطلب منكِ تناول دواء معين، فقد تحتاجين لفترة من الزمن حتى يزول الدواء من جسمكِ ومن حليب الثدي. وفي هذه الحالة، قد تحتاجين إلى اتباع إجراءات مختلفة لأنكِ لا ترغبين بتجفيف الحليب نهائيا، بل ترغبين في فطام طفلكِ لفترة قصيرة من الزمن مع الحفاظ على مخزون وإدرار الحليب. وفي هذه الحالة، يمكنك التحدث إلى استشاري الرضاعة حول الحفاظ على إمدادات الحليب، حيث توجد استراتيجيات مختلفة يمكنك استخدامها. مثلا، استخدام مضخة الثدي لتقليد جدول الرضاعة الطبيعي لطفلك قدر الإمكان. وسيساعدك هذا على الاستعداد للعودة إلى إرضاع طفلك من الثدي
خطوات الفطام
تقليل عدد مرات تغذية الطفل أو عدد مرات الضخ، أيضا تجنبي أي تحفيز للحلمة بما في ذلك التحفيز الجنسي
قاومي الإغراء للضغط على حلماتك لمعرفة ما إذا كنت لا تزالين تصنعين حليب الثدي، فقد يؤدي تحفيز ثدييك أو حلماتك أثناء التجفيف إلى استمرار إنتاج كمية صغيرة من حليب الثدي، ما يطيل العملية
تجنبي الاستحمام بالماء الساخن، وقد تجد بعض النساء أن الاستحمام بالماء الساخن يمكن أن يؤدي إلى إفراز الحليب. ولتجنب ذلك، يمكنك الاستحمام والشد على ظهركِ أو استخدام منشفة ملفوفة على ثدييك
انتبهي للنظام الغذائي، حيث يمكن لبعض الأطعمة (المعروفة باسم الأطعمة اللاكتوجينية) أن تجعل جسمك ينتج المزيد من حليب الثدي. إذا كنت تحاولين تجفيف مخزون حليب الثدي، فتجنبي تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوجين مثل الشوفان والكتان والخميرة
كيفية تقليل الانزعاج وآلام الثديين أثناء فترة الفطام
قد تشعرين ببعض الانزعاج والاحتقان أثناء عملية الفطام. وفي ما يلي بعض النصائح لتقليل الألم المصاحب لتجفيف مخزون الحليب:
تأكدي من أن حمالة الثدي مناسبة ومريحة، حيث يمكن أن تتسبب حمالة الصدر الضيقة قليلاً في الشعور بالألم، وقد تزيد من خطر انسداد قنوات الحليب أو التهاب الثدي
تناولي مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل تايلينول (أسيتامينوفين) أو موترين (إيبوبروفين)، للمساعدة في تخفيف أي ألم وضغط تعانين منه
استخدمي الكمادات الباردة لتخفيف الألم وتقليل التورم
تجنبي الاستحمام بالماء الساخن ولا تستخدمي الكمادات الدافئة على ثدييك
ارتدي وسادات ماصة داخل الحمالة، فقد يتسرب الحليب من ثدييك عندما يمتلئان أو عندما تفكرين في طفلك أو تسمعينه يبكي
إذا كنت تعانين من ألم شديد، فقد تحتاجين إلى إزالة القليل من الحليب من ثدييك للراحة. لكن، لا تفرغي الثدي بالكامل، فقط اعصري كمية كافية من الحليب لتخفيف الألم والضغط، لأن الشفط وسحب اليد، أو إفراغ الثدي تمامًا، يرسلان إشارات لجسمك لمواصلة إنتاج الحليب
مخاطر الفطام والتهاب الثدي
إذا حاولتِ التوقف عن إنتاج حليب الثدي بشكل مفاجئ، فقد يعرضك ذلك لخطر أكبر للإصابة بعدوى تسمى التهاب الثدي أثناء الرضاعة. ويجب أن تتصلي بطبيبكِ على الفور إذا كانت لديك أي أعراض لعدوى الثدي، بما في ذلك:
كتل صلبة في ثديك مع أعراض أخرى تشبه أعراض البرد أو الإنفلوانزا
أخيراً:
قد يستغرق تجفيف الحليب وقتًا طويلاً. وسواء كنت ترضعين طفلك من قبل أم لا، يمكن أن يساعدك الصبر والأدوية وبعض الحيل على تقليل إدرار الحليب لديك بألم أقل. وسيكون طلب المساعدة أمرًا مهمًا بشكل خاص إذا كنت بحاجة إلى تقليل إمدادات الحليب مؤقتًا لأسباب طبية، مثل تناول دواء يحتاج إلى تصفية حليب الثدي، أو إذا كان طفلك بحاجة إلى التوقف عن الرضاعة لإجراء اختبار طبي
* المصدر